القائمة الرئيسية

الصفحات

ثورة ازواد-عملية منكا التاريخية 1990م

 معارك خالدة

عملية منكا التاريخية 

                                    1990-6-29

الطريق إلى منكا

اجتماع تيجريرت!!! 







بعد عدة اجتماعات تشاورية بين مجموعات من الثوار الموجودين حينها في منطقة تيجريرت تمخض عنهما اجتماع عام وكان الهدف من وراء الاجتماع التوصل إلى رأي مشترك يكون مخرجا لنا في تلك الفترة فقد بدأ الخناق يضيق علينا، وكان عدد المجتمعين في ذلك اليوم تحت ظل الشجرة في وادي في تيجريرت في حدود 60 شخصا.

وقد توصلنا في هذا الاجتماع إلى تحديد أربعة نقاط رئيسية من أبرزها

* المبادرة بالإغارة على بئر إنڨجال 

حيث كان هذا البئر في طور الحفر، فكنا نمتلك معلومات تفيد بوجود عدد من السيارات تعود للشركة التي تقوم بتفقد الأعمال الجارية في البئر.

فقلنا سنقوم بغارة خاطفة على البئر لغرض الاستيلاء على تلك السيارات وجعلها وسيلة نقل لنا تساعدنا في تنفيذ عملياتنا العسكرية انطلاقا من منكا. 

* إرسال أشخاص إلى القيادة المتمثلة في شخص/ إياد أغ أغالي أغ بوبكر الموجودة حينها في منطقة "إكديون" لإعطائه علم بما ننوي القيام به . 

فلا يجوز حسب وجهة النظر التي طرحها بعض المجتمعين أن نتصرف هكذا من تلقاء أنفسنا ،وسننتظر ماذا سيكون رده ، وعليه سنقرر.

* في الاجتماع تم التوافق علي بالإضافة إلى المناضل/ أغالي أغ بهوني وشخص أخر لتحمل مسؤولية الذهاب إلى القائد إياد أغ أغالي وتبليغه بما توصل إليه الثوار في اجتماع تيجريرت التاريخي.


إيكديــــــــــــون!!!

فانطلقنا الساعة الرابعة مساء أنا ورفيقي وقضينا ليلتنا الأولى في منطقة "إين شبن" وقبل وصولنا إلى منطقة "تيدغمين" نزلنا في بيت يعود لعائلة من قبيلة "إشضنهارن" . 

حتى لا نلفت الانتباه إلينا التزمنا بالبقاء في البيت الذي نزلنا فيه منذ وصولنا.

وعند الساعة السادسة صباحا أكملنا طريقنا مشيا على الأقدام إلى منطقة "إكديون" حيث كان يتواجد القائد/ إياد أغ أغالي الذي كان يقيم تحت شجرة في الوادي،وكان معه لحظة وصولنا إليه كل من المناضل / حسن

والمناضل / دكجي

والمناضل / باي الدبابة 

وهم من كان يقوم بحمايته وتلبية حاجاته طيلة وجوده في تلك المنطقة .

الحاصل وصلنا إلى منطقة "إكديـــون" عند الزوال وعند العصر وصلنا إلى المكان الذي كان يتواجدون فيه، فالتقينا معهم وأطلعناه عن فحوى الرسالة التي كلفنا بإيصالها إليه .

فقد أخبرته بكل وضوح بأن هناك ما يقارب 100 ثائر مرابطين في " قاعدة تايكارين" وهم على أهبة الاستعداد للتحرك، 

وقد أصبحت حياتهم في خطر بعد أن وصلت أخبارهم إلى الأجهزة الأمنية المالية، وقد أصبحوا معرضين للاعتقال في أي وقت.

وقد توصلوا في اجتماع عام إلى هذه النقاط التي عرضناها عليك، 

والتي تعد لهم بمثابة قرار نهائي لا تراجع عنه،

فعليك اتخاذ القرار المناسب بصفتك الأمين العام للجبهة وإذا لم تتخذ قراراً الآن فاعلم أنهم سينفذون قرارهم.

فهؤلاء الشباب الذين تركتهم حسموا أمرهم،

وكانت مجموعة " قاعدة تايكارين " بقيادة كل من :

• المرحوم /تاغليفت أغ عيسى أغ غابى "شمناماس"

• والمرحوم/ موسى أغ بهوني "إشضنهارن"

• المناضل /الجمت أغ حمادي أغ محمد أحمد "شمناماس"

• المناضل/ تانتن أغ اللادي أغ الشريف 

• المناضل/ ساكه أغ تبي أغ أوياهيت

• المرحوم /أفنات أغ محمد أغ الليوت

• المرحوم/ إبراهيم أغ موسى أغ عيسى "آهبو"

• المرحوم هيبكه أغ عيسى أغ الصالح

• المناضل حمد عمر أغ هندقه أغ النعمه

وهذه المجموعة من الثوار هي التي كانت متشددة في الاجتماع ومصرة على تنفيذ العملية حتى ولو تجاوزوا أوامر القيادة فالثقة بين قيادة الثورة والثوار أصبحت مهزوزة في تلك الفترة، بعد خيبـــة الأمل التي تعرضوا لها في "قـــاوا" والتي أدت إلى اعتقال مجموعة منهم.


طلب مني القائد/ إياد أغ أغالي أن أحمل رسالة إلى الثوار في " قاعدة تايكارين" فرفضتُ طلبه ، لأني أعلم أن المجموعة التي تركتها في " قاعدة تايكارين" لن يعترفوا بالرسالة، ولن تقنعهم أو تثنيهم عن قرارهم ،

فالمسألة عندهم محسومة، إما أن يرضخ لرغبتهم ويقوم بقيادة العمليات، وإما أن يذهب هو بنفسه إليهم ويشرح لهم موقفه وهذا ما قلته له بالحرف الواحد .

أو أن يضطروا لاتخـــاذ الخيار الأصعب والانقلاب على قرارات القيادة،فهــم لن يقبلوا بخيار آخر وقد أخبرته أن ليس هناك حل إلا أن يذهب إليهم هو بنفسه ويشرح لهم موقفه.

لكنه بدل أن يذهب قرر أن يرسل إليهم المناضل باي الدبابة كمبعوث له إلى مجموعة " قاعدة تايكارين" .

وعند وصول المناضل/ باي الدبابة إلى منطقة "تيدغمين" وصلته أنبــاء بأن المجموعة التي يحمل لها لرسالة من القائد/ إياد أغ أغالي قد تجاوزت "تيدغمين" في طريقها للالتقاء بالقائد/ إياد أغ أغالي في منطقة "إيكديون" فعاد أدراجه. 

كانت هذه المجموعة والتي منها

القيادي الراحل تاغليفت أغ عيسى أغ غابى "شمناماس"

والقيادي الراحل موسى أغ بهوني "إشضنهارن"

والقيادي الراحل هيبكه أغ عيسى "شمناماس"

والمناضل محمد أغ أكلي هدي ترباس "شمناماس" 

والمناضل الجمت حمادي أغ حمد أحمد

المرحوم عبد الله أغ بوسنينه أغ حمدين الغلاس "شمناماس"

والمناضل مولاي أغ محمدين أغ إكات "إيمغاد"


اجتماع "إيكديون" الأول!!!

ومع وصول هذه المجموعة بدأنا في سلسلة من الاجتماعات المتواصلة مع القائد/ إياد أغ أغالي من أجل إقناعه بفكرة البدء في العمليات العسكرية، وهي الفكرة التي كان يرفضها لسبب لا يعلمه إلا هو،

وخاصة أن أمر الثورة لم يعـــد سرا في تلك الفترة بعد اعتقال مجموعة المرحوم/ مقدي أغ مسمد في قاوا

ومن الأشياء التي برر بها القائد/ إياد أغ أغالي للثوار رفضه إطلاق العمليات العسكرية، أنه بعث برسالة إلى مجموعة الثوار المرابطة في منطقة كيدال وأخبرهم بأن موعود العمليات العسكرية سيكون بتاريخ 4-7-1990 وستكون عملية شاملة وموحدة في كل من "كيدال" و"قاوا " و"منكا" وكل خلية من الثوار في منطقة حدد لهم ذات التاريخ للتحرك،

وإعلان انطلاق العمليات العسكرية في عموم أرض "أزواد" المحتلة،


وقد أرسل شخصاً إلى منطقة "كيدال" ولا أعرف هل أرسل شخص آخر إلى قاوا أم لا!!!

وربما هناك من لديه هذه المعلومة وسيضيفها لنا فيما بعد، 

على العموم وصلنا مع القائد/ إياد أغ أغالي إلى طريق مسدود. 

وحتى لا يكون هناك خلاف معه،وافقوا له على اقتراحه من باب الاحترام والمجاملة، لكن في الحقيقة عندما فض هذا الاجتماع كانت المجموعة غير مقتنعة بما قاله لهم القائد / إياد أغ أغالي فتركوه وعادوا إلى " قاعدة تايكارين" وفي عصر اليوم التالي بعد ذهاب تلك المجموعة وعودتها إلى " قاعدة تايكارين" ،بقيتُ مع المجموعة المرافقة للقائد/ إياد أغ أغالي، بعد أن أصبحنا لوحدنا طلبت منه أن يشتري لنا شاة فأعطاني عشرة دينار "سيفا" فذهبت إلى راعي غنم من قبيلة "دوسهاك" وشتريت منه شاة وذبحناها.

وكان القائد/ إياد أغ أغالي شديد التوحش وكان له شعر كثيف بشكل مخيف يغطي كامل وجهه،وكأنه ضبع في هيئة إنسان فطلبت منه أن أحلق له شعر رأسه، فأنا كنت أجيد الحلاقة اليدوية، فوافق ذهبت معه إلى بئر على مسافة قريبة منا، وجلسنا على جانبه فحلقتُ له وعاد إلى مكانه، وعندما أنهيت له الحلاقة وعاد إلى مكانه تحت ظل الشجرة التي يتخذها مسكنا له في الوادي، مرت علينا سيارة "للجندرمية" وهي السيارة نفسها التي اعتقلت المناضل والشاعر /هكو أغ سيدي محمد السوقي في وقت سابق في طريقها إلى " قاعدة تايكارين" وكان فيها نفس المجموعة من الأمن المالي بمن فيهم الشخص المدعو "أسيتين" الذي كان يقوم بدور المخبر لصالح مالي، وقد توفى هذا الشخص فيما بعد ولا يجوز سوى الترحم عليه .

الحاصل رأيت السيارة في طريقها إلى " قاعدة تايكارين" وكان يقف بجانبي المرحوم/ عبد الله أغ بوسنينه والذي بقي معي في المجموعة التي ترافق القائد /إياد أغ أغالي قلت له : إن هذه السيارة تأكد أنها لن تعود إلينا وعلى متنها نفس الأشخاص .

وهو الأمر الذي حصل فعلا.

وفي اليوم التالي طلبت من المرحوم /عبد الله أغ بوسنينة أن ننتقل إلى داخل الغابة فبدأنا بنقل أغراضنا إلى الموقع الذي اخترناه داخل، وكان يطل على الطريق العام الذي يربط بين منطقة "تجريرت" ومنطقة "إكديون" دون أن يلاحظ أحد وجودنا .

ونحن منهمكون في التنقل إلى موقعنا الجديد إذ شاهدنا سيارة تعبر الطريق في طريقها إلينا،وبمجرد أن شاهدتُ هذه السيارة عرفت أنها نفس السيارة التي شاهدناها عند البئر في طريقها إلى "تجريرت"

بينما بقي المرحوم /عبد الله أغ بوسنينه واقفا في مكانه حتى وصلت إليه السيارة وكان على متنها حوالي 25 شخص انقسموا عند خروجهم من السيارة إلى مجموعتين ،مجموعة القيادة اتجهت مباشرة للاجتماع مع القائد/ إياد أغالي .

والمجموعة الأخرى ذهبت وأحكمت سيطرتها على على الطريق والمنطقة القريبة من مكان الاجتماع.


اجتماع "إيكديـــون" الثاني

لم تكـــن الظروف التي وقع فيها الاجتماع الثاني مشابهة لذات الظروف التي انعقد فيها اجتماع "إيكديون" الأول .

 فبعــد حادثة سيارة "تجريرت" ، وهي نفسها السيارة التي وصلت هذه مجموعة على متنها وهو يعرف كل ذلك، وعلى الرغم من كل ذلك لا يزال القائد/ إياد أغ أغالي مصراً على الرفض، ولم يحدث أي تغير في موقفه الرافض للتحرك وإعلان انطلاق العمليات العسكرية.

ولا زلتُ أجهل السبب من وراء رفضه هذا

دخلنـــا معه في اجتماع مطولٍ محاولين إقناعه بشتى الطرق ولم نترك شيئاً إلا وقلناه له. 

واستمر هذا الاجتماع حتى ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل وطيلة هذه الفترة الطويلة من الاجتماع المستمر كنا نحاول فقط أن نقنع القائد/ إياد أغ أغالي بأن يعطي الأذن للعمليات العسكرية بصفته الأمين العام للجبهة، 

وهو كان يقابل كل ما طرحناه عليه من أفكار بالرفض القاطع،

حتى بدأ بعض الثوار يفقدون صوابهم كما حدث مع القيادي الراحل / هيبكه أغ عيسى أغ الصالح الذي حدثت مشادة كلامية ليست معهودة بينه وبين القائد أغ أغالي .

وفي نهاية الاجتماع ، وربما عندما قرأ القائد/ إياد أغ أغالي في عيون المجموعة التي معه أن الأمر أصبح محسوما ، به أو بدونه .

قــال عبارته المشهورة :

"إذا لم تجدوني قائدا فيمكن أن أكون كأي جندي من جنودكم" .

وطلب بندقية فقام المناضل / حسن أغ بشير الملقب" إكظي" بتسليمه بندقيته الشخصية بينما قام المناضل/ أومنى بإخراج بدلة عسكرية جديدة من حقيبته فسلمها إياه وكيلا المناضلين من قبيلة إشضنهارا، 

عملية تيدغمين - 1990-6-28

وبعد آن آكملنا مع القائد إياد أغ أغالي الآجتماع وأقتنع تحت ضغط الثوار بالبدأو بالعمليات العسكرية أعطى أوامره في ذات الليلة لمجموعة منا بتنفيذ عملية خاطفة على منطقة "تيدغمين" وكان ذلك بتاريخ 28-6-1990 أي قبل يوم من عملية "منكا" التاريخية، ولم تعــد إلينا مجموعة "تيدغمين" حتى الصباح.

وكانت مجموعة "تيدغمين" لا تتعدى سبعة أشخاص هم:-

1- القائد الراحل/ تاغليفت أغ عيسى أغ غابى "شمناماس"

2- القائد الراحل/ موسى أغ بهوني "إشضنهارن"

3- المناضل /عبده أغ مسعود أغ منداها "شمناماس" 

4- المناضل أمونا أغ الحاضر "إشضنهارن"

5- ..................

6- ..................

7- ....................


كمين "إيكديــــــون"

وعندما قمنا بنقل أغراضنا إلى الطلح على مقربة من المكان الذي كنا فيه، كنا في تلك الأثناء مجموعة من حوالي 60- 50 مقاتل،

الحاصل ،،بعد أن نقلنا ما كان بحوزتنا من أشياء بسيطة التي كنا نمتلكها إلى وسط الغابة، ذهبنا إلى الطريق الرابط بين منطقة "تيجريرت ألاتـا " ومنطقة "تيدغمين" وأعددنا فيه لكمين يمكن القول أنه بتوفيق من الله كلل بنجاح كبير.

كانت لنا سيارة واحدة في هذه الفترة وهي ذاتها السيارة التي أتى بها الثوار من "تيجريرت" والتي كانت بمثابة الشرارة الأولى لثورة.

لم تتوقف هذه السيارة منذ وصولها إلى "إيكديون" عن السير ذهابا وإيابا،

  وكان جل عملها البحث عن الثوار المبعثرين في أمكنة مختلفة ونقلهم إلينا، في منطقة "إكديون" حيث كنا نتمركز.

فاستمررنا نحن في إعداد الكمين رغم أن لا شيء مر علينا لكن عندما ارتفعت الشمس واستقرت في كبد السماء، سمعنا صوت سيارة من بعيد ومن صوتها عرفنا أنها شاحنة.

فتحركنا على الفور وقمنا بعملية استيقاف تلك السيارة، والتي كانت عبارة صهريج لنقل المياه، وهو ما كنا في حاجة ماسة إليه،

فذهبنا به إلى عمق الغابة وكان معنا في هذه الفترة مجموعة من المقاتلين الذين لا يمكن وصفهم إلا أنهم وحوش حقيقيون على هيئة بشر،

لما عرف عنهم من شراسة في القتال لا مثيل لها، ومن بين هؤلاء المقاتلين :

1- المناضل أمويق أغ بادي "شمناماس"

2- المرحوم هيبكه أغ عيسى "شمناماس"

3- المناضل إنيويلن أغ ماني "شمناماس"

4- المناضل مولاي أغ محمدين أغ إكات "إيمغاد"

بعد التحقيق مع طاقم الصهريح "البوطي" التي قمنا بالاستيلاء عليها، أفادونا أثناء التحقيق معهم بأن هناك عدد من السيارات ستصل مع صلاة العصر،ومن بين هذه السيارات والتي من المحتمل أنها ستمر من هنا سيارة على متنها مجموعة من الأطباء.

فاستمررنا في الكمين، وعند نفس الساعة التي أخبرنا فيه طاقم "البوطي" شاهدنا غبار إحدى السيارات وهي تقطع الطريق في طريقها إلينا، فاستوقفناها وكان على متنها أربعة أشخاص أنزلناهم منها،

وأحسنا معاملتهم ومع صلاة المغرب وصلت إلينا السيارة الثالثة،

وكان على متن السيارة الثالثة سيدة أجنبية قالت أنها صحفية،

فسمحنا لها بتصويرنا وإجراء بعض اللقاءات الصحفية مع المناضلين 

والتقطت لنا مجموعة من الصور فقد كنا في هذا المرحلة نعيش حالة من التعتيم الإعلامي علينا، وكنا بحاجة ماسة لمن ينقل قضينا إلى العالم الخارجي.

وكانت هذه الصحفية بمثابة فرصة كبيرة لنا وقد قمنا باستغلال تواجدها معنا قدر الإمكان.

كما أعدت الصحفية تقريرا مفصلا عنا وربما قد يكون هناك من شاهد هذا التقرير .

الحاصل بعد أن أكملت الصحفية تقريرها قمنا بإرسالها هي ومجموعتها إلى منطقة "إكديون" .

وأصبح لدينا الآن أربعة سيارات بما فيها "البوطي" وهي التي شاركت في تنفيذ عملية "منكا" التاريخية، وعندما عادت إلينا جميع سياراتنا مع صلاة المغرب ،ذهبنا في طريقنا إلى "منكا" وكلما مررنا على شخص في الطريق يرغب في الذهاب معنا سمحنا له بمرافقتنا.

قطعنا تلك الليلة حتى وصلنا إلى مكان على بعد 7 كلم من "منكا"

فوجدنا تلالا مرتفعة وأشجار طلح فتمركزنا هناك، وكانت قبلنا مجموعة استطلاعية أخرى من الثوار متمركزة داخل "منكا" منذ مدة، ووظيفة هذه المجموعة جمع المعلومات وتحديد الأماكن الأمنية والعسكرية المهمة في "منكا" ،والتي سنقوم باستهدافها عندما يحين الوقت لذلك،

وكان من بين المجموعة المتمركزة في "منكا" : 

1- القائد موسى أغ أجكوض أغ هندقه " شمناماس"

2- المناضل /إينتيدين

3- المناضل/ محمد علي 

4- المناضل سيدي( شقيق ديزناف) 

5- المرحوم سيد عمر أغ إلاست أغ أحمد

 وكانوا مجموعة من الثوار. فذهب إليهم بعض الثوار وأخبروهم بوصولنا فقاموا بمرافقتهم إلينا،وقد حُددت الساعة الرابعة صباحا ساعة الصفر.

قسمونا إلى مجموعات قتالية صغيرة وكل مجموعة حددوا لها الموقع الذي ستقوم باستهدافه .

وهناك مجموعة سائقي السيارات عن المجموعة وحددت لهم الشركة لمهاجمتها،وهناك المجموعة التي كلفت بالإغارة على مقر "الجندرمية "وقد حددت الساعة الرابعة صباحا كساعة الصفر كما أسلفت 

وبتمام الساعة التي حددت في الخطة كانت كل المجموعات في المواقع التي حددت لهم تماما.

وكان برفقتي المناضل/ باي أغ أبيلل أغ أوياهيت " شمناماس"

والمناضل أمونا أغ الحاضر "إشضنهارن"

والمناضل حمد عمر أغ هندقه "شمناماس"

 والمناضل/ إنتيده .

وحُدد لنا مقر الحاكم العسكري"الكومندان" ،عندما اقتربت مجموعتنا من مقر الحاكم انقسمنا إلى مجموعتين وكان المناضل أمونا أغ الحاضر الوحيد الذي يحمل سلاح "كلاشنكوف" بيننا.

وهناك شاب أخر يحمل رمانة يدوية وأنا أحمل "حجراً" في يدي دخلتُ إلى بيت "الكومندان" -لمن يعرف "منكا" من الجهة الشمالية حيث كانت شجرة "تبوراقت" -تسلقتُ سور البيت ونزلت على مجموعة من البراميل المخصصة لتعبئة المياه كانت مكدسة تحت السور.

أما بقية المجموعة التي كانت معي فقد اقتحمت البيت من بابه الرئيسي،

وجدنا رجل الأمن المسؤول عن حماية المقر، وعندما شاهدنا فر من البيت هاربا،أطلق عليه المناضل/ أمونا أغ الحاضر "إشضنهارن" وابلا من الرصاص ،والغريب في هذا أنهم أكدوا لي إصابته،لكن لم يسقط على الأرض كما يفترض لشخص تعرض لوابل من الرصاص، وفر هاربا حتى وجد أحد البيوت وصعد إليه وأنبطح على سطحه. 


دخلنا مقر الحاكم العسكري إلا أننا لم نجد فيه "الكومندان" ،فقمنا بتفتيش البيت شبرًا شبراً، ولم نجد فيه سوى بعض المسدسات كانت في حجرة "الكومندان".

وأنا تحصلتُ في البيت على بندقية "چـك" ومسدس 9ملم وبعض الطلقات النارية ،وعندما انتهينا من تفتيش البيت ذهبنا إلى السجن الملاصق لبيت "الكومندان" ، فحاول أحد حراسه منعنا فرماه المناضل باي آغ أبيلل أغ أوياهيت "شمناماس" بحجر كان يحمله فسقط الحرس على الأرض مفارقا الحياة .

وعندما فتحنا غرف السجن وجدنا ثلاثة مساجين من شباب من توارق النيجر،لا يعلم أحد بوجودهم في السجن فحررناهم من السجن،ورافقونا عند مغادرتنا المدينة، وخلال مدة قليلة كلما نظرت في أرجاء المدينة شاهدتُ سيارة تم اغتنامها من الشركة .

كانت هذه الشركة بمثابة هدية من السماء قمنا بالتقاطها،

الحاصل سيطرنا على المدينة في مدة قصيرة في عملية نظيفة حيث لم يتعرض أي منا للإصابة أثناء اقتحام المدينة.

فبـــدأنا في تفتيش المدينة وفتح مخازن السلع التموينية أمام الشعب،

وقد بقينا متمركزين في المدينة حتى الساعة التاسعة صباحا،

وانسحبنا منها إلى تلة تقع في الجهة الغربية من المدينة .

وقد وصل عدد المجموعة التي قامت بتنفيذ عملية "منكا" التاريخية حوالي "70" شخصاً بعد أن انضمت إلينا المجموعة التي كانت قبلنا في المدينة .

ونحن كان عددنــا حوالي 60 شخصاً فأصبح العدد الإجمالي للمجموعة التي شاركت في عملية "منكا" التاريخية 70 شخصاً.

تمركزنا على التلة وبدأنا في في جلب الوقود والسلع التموينية التي تحصلنا عليها من المخازن الحكومية،وأثناء عودة إحدى سياراتنا وعلى متنها بعض المقاتلين، قام ذاتُ الشخص الذي هرب منا وتسلق البيت "الكومندان" بالرماية على السيارة، فأصاب المناضل/ مولاي أغ محمدين أغ إكات "إيمغاد" .

مسجلا بذلك في السجلات التاريخية لثورة التسعين كأول جريح.

وعندما وصلوا إلينا يحملون الجريح جهزنا أنفسنا للعودة المدينة واقتحام البيت الذي كان يختبئ فيه الشخص الذي أصاب مولاي /أغ محمدين أغ إكات .

فطلب منا القائد/ إياد أغ أغالي البقاء وعدم المجازفة بالذهاب إلى ذلك الشخص فقد نتعرض لخسائر أكبر في حال حاولنا اقتحام البيت .


وأمــــرنا القائد /إياد أغ أغالي بتجهيز أنفسنا والابتعاد عن المدينة،

وعند خروجنا من المدينة كنا على متن ثلاثة عشر سيارة، 

وهذه أسماء المجموعة التي قامت بعملية "منكا" التاريخية :

1- القائد إياد أغ أغالي "إيفوغاس"

2- تاغليفت أغ عيسى أغ غابى "شمناماس"

3- قائد موسى أغ أجكوض أغ هندقه "شمناماس"

4- القائد موسى إغ بهوني"إشضنهارن"

5- أغالي أغ بهوني "إشضنهارن"

6- أبوبكر أغ باي أغ عيسى -هيبكه- "شمناماس"

7- أحمد أغ بادي أغ سنونه "شمناماس" 

8- الجمعت أغ حمادي أغ حمد احمد "شمناماس"

9- حمد عمر أغ هندقه أغ النعمه "شمناماس"

10- فكه أغ بابا أغ باجر "شمناماس"  

11- أفنات أغ محمد أغ الليوت "شمناماس"

12- إنويلن أغ ماني "شمناماس" 

13- وايسلمن لنقد حمراز "شمناماس"

14- موسى أغ آكول أغ عمر أغ بركه

15- مولاي أغ محمدين أغ إكات "إيمغاد"

16- محمد أغ اكلي أغ إغلاس "شمناماس"

17- محمد علي أغ محمد صالح "إشضنهارن"

18- إنتيدا أغ سيدي محمد

19- أمونا أغ الحاضرأغ محمد "إشضنهارن"

20- حسن أغ بشير أغ سعيد -إكظي-

21- سيدي عمر أغ إلاست "شمناماس"

22- سيدي أغ موسى "تاغات ملت" 

23- أحمدو أغ بادي أغ غلواته "إمغاد"

24- الطيب موسى بيقه-مارينز- "شمناماس"

25- بله أغ ديدي أغ وايكفا "شمناماس"

26- الحسين أغ أغالي أغ ديكنه "شمناماس" 

27- محمد أغ حسن

28- الميداس أغ الكربوس "شمناماس"

29- أغ الخير أغ داود أغ عيسى "إمغاد"

30- أغالي أغ بوشندي " إمغاد"

31- تانتن أغ اللادي أغ شريف "شمناماس" 

32- تموحا أغ أكظي أغ محمد "شمناماس"

33- خطاري أغ 

34- باي أغ حسن الملقب بـ-الدبابة- "إشضنهارن"

35- أحمد أغ بركه أغ تناشه "شمناماس"

36- باي أغ ابيلل إغ أوياهيت "شمناماس"

37- ترورو أغ بفكا أغ إدال بالله " شمناماس"

38- يوسف أغ أكلي أغ موسى-كباوري-"شمناماس"

39- إكناهيت أغ إبراهيم "شمناماس"

40- محمد أغ أوفين

41- الحسن أغ عيسى أغ وادوسن "شمناماس"

42- عبد الله أغ بوسنينه أغ حمدين "شمناماس"

43- بابا حمد أغ ديكنه إغ إدر "شمناماس"

44- أمومن إسراقة "شمناماس"

45- أحمودن أغ الكربوس أغ منداها "شمناماس"

46- أغالي أغ تبي أغ أوياهيت "شمناماس"

47- محمد أغ هيته أغ حمو "شمناماس"

48- محمد أغ اللادي أغ شريف -لكت- "شمناماس"

49- موسى أغ مهدي "إشضنهارن"

50- هيبه أغ بورشط أغ إنتشوشوت " شمناماس"

51- عيسى أغ الحسيني أغ إن تشوشوت "شمناماس"

52- بوبو أغ أنيدو أغ هونه "شمناماس"

53- محمد أغ نوى

54- العمارة أغ أمستغ "شمناماس"

55- محمد أغ بكريه أغ محمد إنتمضالت"شمناماس"

56- بكر أغ محمد

57- تيغلاف أغ أحمد

58- عبده أغ مسعود أغ منداها "شمناماس"

59- حسن أغ عثمان-دقجي- " كل أوزين"

60- بلك أغ آكار " كل أوزين"

61- ناكه أغ آريّــا " إفرغومسن"

62- أمويق أغ بادي أغ أوفاس "شمناماس"

63- سيدي حم أغ أبيلل أغ أوياهيت "شمناماس"

64- هكو أغ سيدي محمد أغ آيه " كل السوك"

65- محمد أغ المكي "شمناماس"

66- أغالي أغ زيزي أغ تناتنا "شمناماس"

67- عيسى المحمود صالح إنتقانانت "إشضنهارن"

68- عثمان المحمود صالح إنتقانانت "إشضنهارن"

69- حمادي أغ عمار أغ خادي –يسكيري-"شمناماس"

70- أكوللي أغ إدول أغ موسى "شمناماس"


حصيلة عملية منكا التاريخية

كان من نتائج عملية "منكا التاريخية "

• جريح وهو مولاي/ أغ محمدين أغ إكات "إيمغاد" والذي يعد حسب السجلات التاريخية لثورة التسعين أول جريح في الثورة كما أسلفنا 

• اغتنام عدد إحدى عشر سيارة لكن تعطلت إحداهن فأصبح عدد السيارات التي غنمناها من عملية منكا التاريخية عشرة سيارات،


قدم الشهادة المناضل/أحمد أغ بادي أغ سنونة


قام بتفريغها/ إدول السعيد

تعليقات