#ازواد
#معارك خالدة
عملية #تاركنت 1990-7-16
بقيادة #إياد أغ أغالي أغ بوبكر
قياسا بحجم الغنائم العسكرية (أسلحة--ذخيرة) التي أستولى عليها الثوار الأزواديين في عملية تاركنت، وسلامة أفراد المجموعة التي شاركت في تنفيذها،
يمكن القول أن عملية "تاركنت" إحدى أهم العمليات العسكرية التي خاضها الثوار الأزواديين ضد الاحتلال المالي إبان أحداث ثورة التسعينات، -----------------------
الطريق إلى تاركنت----
يقول المناضل "الجمت أغ حمادي أغ محمد أحمد أسطل"
والذي نقلنا على لسانه أحداث ملحمة
تاركنت التاريخية-----
انطلقنا من " قاعــدة تايكارين -تجريرت الاتا- صباحا وكنا حوالي أربعين مقاتلاً من ثلاث سيارات تيوتا رباعية الدفع (4×4) إثنتان نوع "بيكاب" والأخرى تيربو" صالون" وكنا تحت قيادة القائد "إياد أغ أغالي"
بعد خروجنا من قاعدة تايكارين
قضينا ليلتنا الأولى في طريقنا إلى "تاركنت" في منطقة "توارضي الجبلية"
وفي الصباح الباكر عندما جهزنا أنفسنا وبدأنا في السير لاستكمال طريقنا إلى "تاركنت" وخلال سفرنا،
وقع حادث بين السيارة التي كنت أقودها والسيارة التي كان يقودها الراحل/ تاغليفت أغ عيسى أغ غابى (الرقيعي)
فقد حاول الأخير اجتيازي بسرعة ولم أنتبه لوجوده فاصطدمت سيارتينا ببعضهما،
على الرغم من إيماننا المطلق بالقدر خيره وشره إلا أننا لم نجد في الحقيقة تفسيرا منطقيا،
لهذا الحادث الغريب الغير متوقع،
سوى أن عين إنسان حسود هي التي ترصدتنا بسوء،
فقد كانت سياراتنا شديدة التشابه لدرجة أننا بالكاد نميز نحن من يقود السيارتين بين السيارتين،
فكانت نتيجة الحادث المؤسف الذي وقع بيني وبين الراحل/ تاغليفت أغ عيسى أغ غابى،
أن تعرض الباب الأمامي لسيارة التي أقودها لكسر وخدوج في السيارة،
بينما كسر الباب الخلفي لسيارة التي يقودها الراحل تاغليفت الرقيعي،
فأجبرنا على التوقف عن السير لإصلاح الأضرار الميكانيكية التي لحقت بسيارتين،
ثم توكلنا على الله وأكملنا السير في طريقنا إلى" تاركنت"
وعندما أقتربنا من مشارف الحدود الأدارية لبلدة "تاركنت" نزلنا في مكان يسمى "أصَاهُو" وأخذنا فيه القيلولة،
وعند الظهيرة من ذات اليوم قمنا بإرسال المناضل/ الطويهر أغ عمار أغ موسى،
للاستطلاع وجمع المعلومات عن البلدة من الداخل.
وفي طريقه إلى "تاركنت" التقى المناضل الطويهر أغ عمار بأحد شيوخ قبيلة "شمناماس" من أهالي المنطقة،
إلا أن الشيخ هذا والذي لم يعود أسمه يذكرني طلب المناضل الطويهر أغ عمار عدم المجازفة في دخول إلى داخل القرية،
وحذره الشيخ في حال دخوله وسط القرية قد يتم القبض عليه فوراً فالأمن المالي في حالة أستنفار تام،
كما أخبره الشيخ أيضاً أن صديقه المناضل/ "إيسين أغ عبدو" والذي تركناه في "تاركنت" منذ مدة بعيدة ليكون عينا لنا في البلدة،
أصبحت تترصده هو بدوره عيونُ الأمنِ المالي في المدينة،
ولا يستطيع أن يلتقي معه ليمده بالمعلومات التي يسعى للحصول عليها عن تحركات وأماكن تواجد الأمن المالي داخل القرية،
فعاد إلينا الطويهر أغ عمار أغ موسى إلا أنه
لم يصل إلينا حتى منتصف تلك الليلة،
قضينا ليلتنا الأولى في نفس المكان الذي يطلق عليه السكان المحليين تسمية "أصاهو"،
وفي عصر اليوم التالي من وصولنا،
تقدمنا حتى وصلنا إلى جبل يقع على مشارف بلدة "تاركنت"
وأصبح بإمكاننا أن نشاهد القرية من بعيد بالعين المجردة،
أتذكر أنني قلت لهم إن هذه القرية الصغيرة التي أشاهدها من هنا،
إذا قمنا بالهجوم عليها في أي وقت فيمكننا السيطرة عليها بسهولة،
بمعنى أنه حتى ولو قمنا بالهجوم عليها نهارا جهارا فيمكننا السيطرة عليها دون أن نتعرض إلى خسائر كبيرة،
فليست هناك قوة عسكرية كبيرة في القرية يمكن أن تقف في طريقنا،
تشكيل بــداية المعـــركة :-
انقسمنا إلى مجموعتين :
أ- مجموعة تتولى مسؤولية السيطرة على موقع يقــع على سهل في أطراف المدينة.
ب- مجموعة أخرى والتي كان لي أشرف في الأنضمام إليها وكان برفقتي ممن لازلت أتذكرهم كل من
1- المناضل/ موسى أغ أجكوض
2- الراحل/ تلّو أغ أزرره أغ ألوغسي
الحاصل توجهت مجموعتنا إلى حيث يقع مخزن الأسلحة،
ودخلنا القرية مع صلاة العشاء في حدود الساعة التاسعة ليلا،
فلا يزال الأهالي يحلبون الحلوب من أغنامهم وأنعامهم .
عند دخولنا القرية وجدنا بعض المقاومة من قوات العدو الموجودة في القرية وحصل اشتباك بيننا وبين العدو لكن سرعان ما أحكمنا السيطرة على مخزن الذخيرة،
وبعد أن قمنا بالسيطرة على القرية عدت أنا والراحل / نوح أغ موسى أغ ورفود،
والراحل / تاغليفت أغ عيسى أغ غابى( الرقيعي) فنحن الثلاثة كنـــا من يقود السيارات الثلاث المشاركة في عملية "تاركنت"
دخلنا بسياراتنا إلى داخل القرية وقمنــا بشحن كل ما أمكن شحنه من الأسلحة والذخيرة.
والحقيقة أننا تحصلنا على كمية كبيرة بمقايس ذلك الزمن من الأسلحة والذخيرة في "تاركنت" ، فــلا أتذكر أننا تحصلنا على كمية من الذخيرة في أي منطقة قمنا بالإغارة عليها سلفا أو لا حقا توازي تلك التي تحصلنا عليها في منطقة "تاركنت"
وأنا قد شاركت في معظم المعارك الكبيرة التي وقعت في تلك الفترة،
ولا أتذكر بتاتا أننا غنمنا مثلما غنمنا في عملية تاركنت التاريخية،
على الرغم أننا لم نحصل على أي سيارة منها لكن من حيث عدد البنادق والذخيرة فقد تحصلنا على كمية كبيرة.
لدرجة أنني أجزم أن لا أحد منا ربما كان يتوقع أن نحصل على الكمية الكبيرة من الأسلحة والذخيرة والتي تحصلنا عليها في "تاركنت" لحظة قدومنا إليها،
فعدد البنادق فقط وصل إلى ما يقارب 85 بندقية ناهيك عن عدد كبير من صناديق الذخيرة،
والجزء الأكبر من هذه الأسلحة والذخيرة التي غنمناها في منطقة "تاركنت" هي التي اعتمدنا عليها في بقية المعارك التي خضناها في عموم أزواد في تلك المرحلة،
وهذا لا يعني أن تكون مجموعات أخرى من الثوار في مرحلة لاحقة من الثورة،
لم يحصلوا على غنائم أكبر مما غنمناه نحن في منطقة "تاركنت"
لكن ما يمكنني تأكيده لكم أن عملية "تاركنت" تعد محطة مهمة من محطات الكفاح الثوري الأزوادي المسلح في تلك الفترة،
أما بالنسبة لأسماء المجموعة التي شاركت في عملية "تاركنت" فلن أتفاخر وأقول أنني أحتفظ في ذاكرتي بكامل أسماء المجموعة التي شاركت في عملية تاركنت التاريخية.
فالمدة طالت وتلتها أحداث كثيرة من الصعب أن لا تؤثر بشكل سلبي على ذاكرتنا،
ناهيك عن تقدم العمر وما يرافقه من كثرة النسيان،
كل هذه العوامل مجتمعة تجعل من الصعوبة بمكان أن نتذكر تفاصيل ما حدث في تلك الأيام على الرغم من أهميته،
لكن على العموم المجموعة من الثوار الذين شاركوا في تنفيذ العملية كان عددهم حوالي 40 مقاتلاً تقريبا يزيد هذا العدد قليلا أو ينقص قليلا،
وسأذكر لك بعض المناضلين ممن لا زلت أتذكر أسماءهم منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
والذين نسيتهم ولم أذكرهم فأعتذر منهم فنسيانهم لم يكون شيء مقصود مني،
ويمكن لرفقائهم في تلك الملاحم الأسطورية أن يتذكروهم ويقوموا تسجيل إسمائهم في قائمة المشاركين،
وقبل أن نخوض في سرد أسماء المناضلين الذين شاركوا في عملية تاركنت التاريخية،
يجب أن تعلموا أن معظم قادة الجبهة البارزين شاركوا في معركة "تاركنت" باستثناء الذين لم يكونوا متواجدين على الأراضي الأزوادية في تلك الفترة،
المشـــاركون في معركـــة " تاركنت " :
1- إياد أغ أغالي أغ بوبكر E قائد المعركة " إفوغاس"
2- / القائد الصلاة أغ خبي E قائد ومقاتل "شمناماس"
3- المناضل موسى أغ أجكوض أغ هندقة E ومقاتل "شمناماس"
4- الراحل مالك أغ وانسنت إنتروفان E ومقاتل "إموشاغ"
5-الراحل فيصل أغ كباEومقاتل "إمغاد "
6-الراحل بركه أغ الشيخ معطاالله Eومقاتل "تاغات ملت "
7-المناضل تكني أغ إنتكن "إمغاد "
8- الراحل / تاغليفت أغ عيسى أغ عابى E ومقاتل وسائق سيارة "شمناماس"
9- الراحل هيبكه أغ اللاد عيسى أغ الصالح مقاتل "شمناماس "
10- الراحل نوح أغ موسى أغ ورفود مقاتل وسائق سيارة "شمناماس"
11- المناضل حمادي أغ بابا أغ باجر "شمناماس "
12- المناضل باي أغ تفات أغ عمر" شمناماس "
13- المناضل أحمياده أغ أوتن
"إدنـــــان"
14- المناضل الطويهر أغ عمار أغ موسى "شمناماس"
15- المناضل حمد لامين آغ الطيوب أغ كيو "شمناماس"
16- المناضل البشير أغ موسى الملقب جاري "شمناماس"
17- الراحل تلو أغ أزررة أغ ألوغسي
"شمناماس"
18- المناضل إبراهيم أغ عابدين "إنكرواتن
" شمناماس"
19- المناضل ساكة أغ تبي أغ أوياهيت
"شمناماس"
20-المناضل باي أغ أبيلل أغ أوياهيت
"شمناماس"
21-الفنان والمناضل
كيضو أغ أوساد أغ آشلوغ
" إرجناتن "
22-المناضل إكناهيت أغ إبراهيم "شمناماس "
23-المناضل إلياس أغ الطاهر أغ محمد الفقي " إشضنهارن"
24- المناضل موسى أغ سيدي أغ دنقسا "شمناماس "
25-المناضل أوخه أغ بركة أغ إظبيني "شمناماس"
26-المناضل إيسين أغ عبدو أغ إتراس "شمناماس "
27- المناضل إبراهيم أغ إيسني أونا "إفوغاس "
28- المناضل الجمت أغ حمادي أغ محمد أحمد "شمناماس"
29- المناضل بله أغ ديدي أغ وايكفه
"شمناماس"
30- المناضل أمومن أغ إسراقه أغ بستا "شمناماس "
31- المناضل يعقوب أغ أجندي أغ أظوظوا "شمناماس "
32- المناضل حسن أغ سيدي محمد أغ الكونتي
الملقب (كوماندو)"شمناماس"
33-المناضل إنتيادين أغ سيدي محمد الملقب بــ (لطفي ) " إشضنهارن"
34- المناضل تين أغ تسولي أو تسودي "إفوغاس"
35- المناضل خيب الله حسن إنخاستن "إمغاد"
36-الراحل أفنات أغ محمد أغ الليوت "شمناماس "
37- عبده أغ مسعود أغ منداها "شمناماس "
38- المناضل أمبارك أغ آكلي أغ ميكا"شمناماس "
39-المناضل الميداس أغ الكربوس أغ منداها " شمناماس "
40- المناضل كــــاتي أغ بيقه أغ الجمت "إشضنهارن "
41-المناضل باي أسبيتلتن الملقب "إنقاء"إمغاد
عليكم فقط أن تعلموا أن منذ تنفيذ عملية "تاركنت" أصبحت المجموعة التي قامت بتنفيذها أفراداً وقيادة مجموعة شبه ثابتة في باقي العمليات،
وإن حدث تغير في عدد أفرادها وأسمائهم فسيكون تغير طفيف،
وهذا على الأقل في العمليات العسكرية التي من ضمن أفراد المجموعة التي قامت بتنفيذها،
وأنا -ولله الحمد والمنة- إذا استثنينا معركة "توكسمين" والتي لم أكـــن موجودا لحظة اختيار المجموعة التي قامت بتنفيذها،
فأنا قد شاركت في معظم المعارك والعمليات العسكرية التي حدثت في تلك الفترة.
حصيلة معركة "تاركنت"
يمكن القول أن عملية "تاركنت" إحدى العمليات العسكرية الناجحة بكافة المقاييس العسكرية،
فقد خرجنا منها دون أن يتعرض أي منا للأذى باستثناء المرحوم "مالك أغ وانسنت"
الذي جرح نتيجة لإصابته بشظية لقنبلة يدوية قذفها أحد أصدقائه على الحرس من الجهة المقابلة له، فأصيب إلا أن إصابته لم تكون خطيرة،
ومن جهة أخرى غنمنا فيها الكثير من الأسلحة والذخيرة،
لا أتذكر بالتحديد عدد الأسلحة التي غنمناها في عملية "تاركنت" لكن كما قلت سابقا تحصلنا على ما يقارب (85) بندقية وعدد من صناديق الذخيرة،
وأتذكر السيارة التي كنت سائقها لحظة خروجنا من "تاركنت" وقد امتلأت بذخيرة عن أخرها،
قدم الشهادة المناضل /الجمت أغ حمادي أغ محمد أحمد أسطل
قام بتفريغها الأستاذ / إدول السعيد
تنبيه-----
من لديه أي ملاحظة تاريخية تتعلق بعملية "تاركنت" التاريخية سوى ما يتعلق بمضمون الرواية نفسها،
أو ما يتعلق بأسماء المناضلين الذين شاركوا في العملية ولم ترد أسمائهم في قائمة المشاركين،
أو أسماء لمناضلين سجلت أسمائهم بالخطأ في العملية ولم يكونوا جزء من المجموعة التي قامت بتنفيذها،
فعليه تسجيل ملاحظته وسيتم حلها بعد التحقيق من صحتها،
الهدف هو توثيق تاريخ مرحلة هي الأهم بين المراحل النضالية التي مر عليها الشعب الازوادي في طريقه إلى الحرية التي ينشدها كل إنسان حر،
إن أختلف الشعب اليوم على الطريق فغدا سيتفق وسيكون ماضيه بسيئاته وحسناته هو العامل المشترك الذي يدفع الأجيال القادمة على الأستمرار في مواصلة الكفاح،
#إدول_السعيد
تعليقات
إرسال تعليق